السبت 1 نوفمبر 2025 | 10:55 م

المتحف المصري الكبير يستعد لاستقبال الزوار الثلاثاء: رحلة في قلب التاريخ من رمسيس إلى توت عنخ آمون


يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه للجمهور الثلاثاء 4 نوفمبر، إيذانًا ببدء المرحلة التشغيلية الكاملة لهذا الصرح الحضاري الفريد، الذي يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. وتشمل المرحلة الجديدة استقبال الزوار والرحلات السياحية المحلية والدولية وفق منظومة تنظيمية متكاملة.

وأعلنت إدارة المتحف عن تطبيق نظام حجز إلكتروني متطور يتيح للزائر اختيار موعد الزيارة وبرنامج التجول داخل المتحف لتفادي الزحام وضمان تجربة مريحة وآمنة. وتم تحديد سعر التذكرة للمصريين بـ 200 جنيه، وللطلاب بـ 100 جنيه، بينما تبلغ قيمة التذكرة للأجانب 30 دولارًا، مع تخصيص مواعيد مسائية للزيارات الخاصة والمجموعات السياحية، وتذكرة مستقلة لمتحف الطفل.

المسلة المعلقة.. أول تحية من رمسيس الثاني لزواره

يستقبل الزائر فور وصوله إلى ساحة المتحف المسلة المعلقة للملك رمسيس الثاني، والتي تُعد أول مسلة في العالم تُعرض بهذه الطريقة المدهشة. يبلغ ارتفاعها 16 مترًا ويصل وزنها إلى 87 طنًا، وتحمل على جوانبها الأربعة خراطيش الملك وأسماءه الملكية والنقوش المقدسة.

ترتكز المسلة على قاعدة خرسانية ضخمة في ساحة تبلغ مساحتها نحو 30 ألف متر مربع، تتيح للزائر رؤية تفاصيلها الدقيقة من أسفلها.

وبعد المسلة، يتصدر الواجهة تصميم معماري فريد على شكل مثلثات مستوحاة من الأهرامات، في إشارة رمزية للحضارة المصرية القديمة، وتحيط بالساحة حدائق واسعة مثل حديقة النخيل والحديقة المنحوتة وحديقة المعبد.

البهو العظيم.. مجد رمسيس وملوك مصر القدماء

يدخل الزائر بعدها إلى البهو العظيم الذي يضم تمثال الملك رمسيس الثاني المصنوع من الجرانيت بارتفاع أكثر من 11 مترًا، بجانبه عمود الملك مرنبتاح الذي يوثق انتصاراته العسكرية ضد المعتدين على حدود مصر.

كما تتزين القاعة بتماثيل ضخمة لملوك بطالمة ومعبودات مصرية، منها تمثال ملك بطلمي في هيئة ملك مصري يرتدي التاج المزدوج، وتمثال ملكة بطلمية في هيئة الإلهة إيزيس، وهي تماثيل تم اكتشافها في مدينة هيراكليون الغارقة قبالة سواحل الإسكندرية.

وتضم المنطقة التجارية المحيطة بالبهو مطاعم ومحال للهدايا التذكارية تقدم تجربة سياحية متكاملة للزائرين.

الدرج العظيم.. رحلة صاعدة بين الملوك والآلهة

يتدرج الزائر بعد ذلك إلى الدرج العظيم، أحد أبرز ملامح المتحف، والذي يُعرض عليه نحو 60 تمثالًا تمثل مراحل تطور الفن المصري القديم من الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني.
ويقسم العرض إلى أربعة محاور: الهيئة الملكية، الأدوار المقدسة، الملوك والمعبودات، والرحلة إلى الحياة الأبدية. ومن أبرز القطع المعروضة تماثيل رمسيس الثاني مع المعبودة سخمت، وتاج عمود حتحور، وقمة مسلة للملكة حتشبسوت.

وينتهي الدرج العظيم بمشهد بانورامي خلاب يظهر أهرامات الجيزة في خلفية المشهد، ليجسد وحدة الماضي بالحاضر.

قاعات العرض.. 18 ألف متر من أسرار التاريخ

يأخذ الدرج العظيم الزوار إلى 12 قاعة عرض رئيسية تمتد على مساحة 18 ألف متر مربع، مجهزة بأحدث أنظمة العرض التفاعلي والواقع المعزز، مع تحكم دقيق في درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة.
تعرض القاعات نحو 15 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، تبدأ من ما قبل التاريخ مرورًا ببداية الأسرات والدولة القديمة وحتى عصر الانتقال الأول، لتروي قصة تطور الإنسان المصري على مدى أكثر من 700 ألف عام.

قاعة توت عنخ آمون.. العالم الذهبي يشرق من جديد

وفي قلب المتحف، تقع قاعة الملك توت عنخ آمون على مساحة 7,500 متر مربع، وتضم جميع مقتنيات الملك الذهبية لأول مرة في مكان واحد.

تعتمد القاعة على سيناريو عرض يحكي قصة الملك منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد هوارد كارتر، مرورًا بحياته ومعتقداته الدينية، وحتى رحلته إلى العالم الآخر.

ويُعرض في القاعة القناع الذهبي الشهير وعرش الملك، إلى جانب مقتنيات الحياة اليومية التي استخدمها داخل قصره ومقبرته.

متحف الطفل.. رحلة تعليمية في أحضان الحضارة

يخصص المتحف مساحة 3 آلاف متر مربع لمتحف الطفل، ويضم 6 قاعات عرض ومكتبة ومسرحًا تعليميًا، إضافة إلى فصول لتعليم الحرف اليدوية.

ويتيح التصميم الداخلي للأطفال لمس المستنسخات الأثرية والتفاعل مع شاشات العرض، ليعيشوا تجربة تعليمية تفاعلية بين الماضي والحاضر.

مركب خوفو.. أسطورة تطفو من قلب الرمال إلى صرح الخلود

في مبنى متحفي منفصل داخل المجمع، يُعرض مركب الملك خوفو الذي يُعد أقدم وأضخم مركب خشبي في تاريخ البشرية. يبلغ طوله أكثر من 42 مترًا، وصُنع من خشب الأرز، وكان يستخدم في طقوس الجنازة الملكية أو رحلة الملك إلى العالم الآخر.

نُقل المركب في عملية معقدة عام 2021 من موقعه بجوار الهرم الأكبر إلى المتحف باستخدام عربة ذكية وهيكل فولاذي ضخم لتأمينه أثناء الرحلة التي امتدت لـ 8 كيلومترات.
وتم تجهيز قاعة عرض خاصة تحاكي البيئة الأصلية للمركب، بينما يمكن للزوار متابعة عملية ترميم المركب الثاني في تجربة تفاعلية فريدة.

بهذا الافتتاح، يبدأ المتحف المصري الكبير فصلًا جديدًا في تاريخ المتاحف العالمية، جامعًا بين عبق الماضي وروعة التكنولوجيا الحديثة، ليبقى شاهدًا خالدًا على عبقرية المصري القديم وقدرة المصري المعاصر على صون إرث أجداده وصناعته من جديد.

استطلاع راى

هل ترى أن دور الأحزاب السياسية في مصر يعكس طموحات الشارع ويسهم في حل المشكلات اليومية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5380 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image